في ١٢ مارس ١٩٣٠، انطلق موهانداس غاندي البالغ من العمر ستين عامًا من منزله في مدينة أحمد آباد في الهند، مع ثمانية وسبعين رجلًا وامرأة، ومشوا جميعًا ٣٨٦ كيلومترًا تقريبًا على طول طرق متعرجة يملؤها الغبار. واستغرق الأمر أربعة وعشرين يومًا من المشي تحت أشعة الشمس الحارقة للوصول إلى بلدة داندي على الساحل الغربي. كان غاندي يتحدث مع القرويين على طول الطريق. وبنهاية الرحلة، كان قد انضم إليه عدة آلاف من الأشخاص. وعندما وصل المتظاهرون إلى داندي، عبروا عن سعادتهم. وفي صباح اليوم التالي، في السادس من إبريل، على شاطئ البحر العربي، التقط غاندي حفنة ملح من الطين. وبقيامه بهذا، يكون قد خالف القانون. لكن هذا الفعل السلمي كان مؤثرًا؛ فقد وحّد العديد من الهنود ضد قوانين الملح الجائرة؛ التي كانت تنص على منع الهنود من جمع الملح أو صناعته أو بيعه. وفي مقابل ذلك، كان يتوجب عليهم شراؤه من البريطانيين، الذين حكموا الهند بين عامي ١٨٥٨ و١٩٤٧. وكان الملح شيئًا أساسيًّا للأسر الهندية لتتبيل الطعام. وبعد فعل غاندي البسيط والشجاع، بدأ الهنود في جميع أنحاء الهند يجمعون الملح ويبيعونه؛ وبذلك وضعت مسيرة الملح هذه، التي قادها غاندي، الهند على مسار التحرر من حكم البريطانيين. حارب موهانداس غاندي من أجل الحرية في الهند، ولكنه لم يحارب بالأسلحة؛ فقد كان يؤمن بأن الكلمات والأفعال أكثر قوة من العنف. وفوق كل ذلك، كانت لديه رسالة بسيطة مفادها العثور على الحقيقة عبر حب الآخرين والاكتراث لهم. وقد أطلق الناس عليه اسم مهاتما، وهي الكلمة التي تعني “الروح العظيمة”.